المنهج العلمى لتمييز الصحيح من الكاذب


إن ما نراه ونسمعة فى الفضائيات وفى الجرائد وفى الشبكة العنكبوتية كل يوم خلال الأحداث التى تمر مصر بها الآن هو ما دعانى إلى إعادة نشر التدوينة التالية التى كنت قد كتبتها منذ سنوات عديدة لأحد المنتديات

كلنا درس "المنهج العلمي" في المدرسة
و هو القائم على الفرضية و التجربة و النتيجة

و لكن هذا كله في العلوم، و بالذات العلوم العملية و التجريبية

ماذا لو طبقنا هذا المنهج في المجالات النظرية؟
مثلا لاختبار ما اذا كان اخبار معينة في الاعلام صحيحة ام لا؟
ام ان فرضية مؤامرة صحيحة ام لا؟

كثيرا ما نحتاج الى منهج لتمييز الصحيح من الكاذب

تعالوا نضع بعض النقاط لتساعدنا في هذا
(مقتبس من كتابات كارل ساجان Carl Sagan، عالم فضاء و كاتب قصص خيال علمية مشهور)


حاول ان تتأكد من صحة الخبر من مصادر مستقلة

شجع النقاش و التحليل من اناس متخصصين و من وجهات نظر مختلفة

وجهة نظر من له السلطة غالبا ما تكون لها اقل قيمة

ضع اكثر من احتمال و فرضية، و لا تتعجل في تبني اول فرضية تحلو لك او توافق هواك

لا تكن مرتبط عاطفيا بفرضية معينة لكونها من بنات افكارك انت (لا تجعل الكبر يمنعك من رؤية وجاهة الفرضيات الاخرى)

حاول ان تضع مقادير كمية (لا تكتفي بتقديرات غير موضوعية مثل "كثير" او "وحش" الخ)

عند وجود سلسلة فرضيات او تحليلات، يجب ان تكون الحلقات متجانسة مع التحليلات (ما يبنى على خطأ فهو خطأ)

طبق "موسى أوكام" - عند وجود نظريتين يمكنهم تفسير البيانات المتاحة بالتساوي، فاختر الابسط منهم (التعقيد بدون داعي يدل غالبا على خطأ الفرضية)

أسأل دائما: هل ممكن هدم الفرضية باختبار بسيط و واضح؟
هل يمكن للاخرين ان يكرروا تجربتك في معاملهم و يحصلوا على نفس النتائج؟

اخطاء شائعة في المنطق و الخطابة

(هذه الاخطاء ما هي الا اساليب شائعة للخلط و التلبيس على العوام، يتبعها من يقدمون الاسلوب عن المضمون، مثل : الديماجوجيين و الشعبويين)

الهجوم على الشخص و ليس على الفكرة

الحجة بالسلطة

الضغط على متخذي القرار بمغبة العواقب ان لم يتخذوا القرار الذي يريده المجادل او الخطيب

عدم العلم لا يعني العلم بالعدم
(ليس لاننا لا نعلم بوجود شئ ما، ان هذا الشئ فعلا غير موجود)

التماس خاص (مثلا: انها مشيئة الله)

وضع الاجابة في فم الاخرين، عن طريق صياغة السؤال بحيث ان يتم الرد عليه باجابة واحدة، و هي ما يريده السائل

عدم الاخذ في الاعتبار كل الحقائق الموجودة، مثلا بتعديد الايجابيات، و تجاهل السلبيات

ايراد احصائيات محدودة، لا تعبر عن حجم عينة مناسب
(مثلا: التعميم من استثناء شاذ و جعله قاعدة)

عدم فهم طبيعة الاحصائيات

الانتقائية، و الكيل بمكيالين

عدم التسلسل المنطقي
مثلا وضع فرضية أ = ب، ج = د، اذن ج = ب
حلقة مفقودة عن عمد او عن جهل

الخلط بين التزامن و السببية
مثلا خطأ شائع: شئ أ حدث بعد شئ ب، اذن، ب تسبب في أ

أسئلة لا معنى لها

اهمال الوسط الاغلب
و التركيز على القلة التي تمثل طرفي النقيض
و بالتالي رسم صورة قاتمة جدا، و اظهار أسوأ صورة ممكنة

التركيز على المجى القريب، و اهمال المدى البعيد

استنتاج خاطئ غير مدعوم بالحقائق
تخويف المستمع من منزلق كثيرا ما يكون وهميا
مثلا: لو تنازلنا في كذا، فسنضطر الى التنازل اكثر في المستقبل، الخ، بدون ان يكون هناك ما يؤيد هذا علميا و منطقيا

الخلط بين السببية و العلاقات الاخرى
شئ أ قد يكون مرتبط بشئ ب، و لكن لا يتبع ذلك ان يكون أ سببا في ب

الحط من الخصم و انتقاصه، و اظهاره في صورة ساخرة او مضحكة ليسهل الهجوم عليه و تسفيه اراؤه

اخفاء الحقائق، او انصاف الحقائق

استخدام الفاظ مغايرة للمضمون لاظهار شئ انه اسوأ من الواقع، او لتحسين صورته لتخفيف وقعه على الناس فيتقبلوه
(حيلة سياسية معروفة، مثلا "نكسة" بدلا من "هزيمة"، او "تحرير" بدلا من "حرب")


أظن اننا لو وضعنا هذه القواعد في ذهننا، فسنتمكن ان نعمل "غربلة" سريعة منطقية لما نقرأه في الصحف او نشاهده في التلفزيون او نتحاور به في المنتدى او مع الاصدقاء

Comments

قد كان said…
This comment has been removed by the author.

Popular posts from this blog

إبن عطاء الله السكندرى

كئابة

كوبيتين حلبه حصى ... وسؤلات مليانة أسى